وقفه بعنوان : رساله بين المآسي والآهات ..نعم رساله ..
إلى صاحبة العباءة المزركشه ..
وصاحبة العباءه المعلقه على الأكتاف ..
اسمعي هذا الخبر ..
من فتاه أرسلت برساله عنوانها :
إليك من قلب يحترق عليك ..
تقول في رسالتها :
أختي الغاليه ..
تذكره بسطيه أقدمها إليك ..
قد لا تعلمينها ..
أو قد تكوني غافله عنها ..
اقرأيها ..
واسمعيها ..
ثم فكري جيداً فيما ..
سمعت ..
وقرأت ..
ثم اختاري الطريق ..
فالله يقول :{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } ..
قد لا تكونين قد دخلت مغسله الموتى من قبل ..
ولكني والله دخلت مع أغلى إنسانه بعد النبي صلى الله عليه وسلم ..
دخلت مع أمي الحبيبه ..
تلك الأم الرائعه قلباً وقالباً ..
هذا ليس من رأيي فيها ..
بل رأي كل من رآها وعرفها أو سمع عنها رحمها الله ..
تقول : سوف أحكي لك موقفاً بسيطاً قبل الدخول في موضوعي عنها ..
لقد أصابها المرض الخبيث – يعني أمها – ولقد تعذبت كثيراً ..
ولكنها لم تشتكي ..
نعلم بشدة مرضها من الأطباء الذين يستغربون من صبرها ، وتحملها ، وعدم شكواها ..
كان ذكر الله على لسانها لا يتوقف ..
وهذا سرّ قوتها وتحملها ..
أما قال الله : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } ..
في العام الذي توفيت فيه ..
وفي شهر شعبان ..
ازداد المرض عليها ..
وكانت تتعذب من شدة الألم ..
لكنها كانت تدعو وتقول :
اللهم إن كتبت علي الموت فإني أسألك أن تبلغني رمضان ..
اللهم إن قد كتبت علي الموت فإني أسألك أن تبلغني رمضان ، لأنك تعلم أنني لا أحب الدنيا إلا لرمضان ..
اللهم لا تقبضني إلا بعد رمضان ..
كانت دائماً تكرر هذا الدعاء ..
استجاب الله دعاءها ..
وبلغها رمضان ..
ثم ماتت في نهاية يوم عرفه وبداية ليلة العيد ..
ماتت ..
وهي متبسمه ..
ماتت ..
بعد أن نطقت بالشهاده والملائكه تستقبلها بروح وريحان .
تقول : أخيه قد أكون قد أطلت عليك في رسالتي ..
لكني أردت من خبر أمي أن علمي ..
أنَّ من حفظ الله في الدنيا ..
حفظه الله عند الموت ..
وبعد الموت..
أخيه ..
إن لم تكوني قد دخلت مغسلة الموتى من قبل ..
فلا بدَّ من دخولها ..
لغسل إنسانه حبيبه على قلبك ..
أو ..
ليُغسلك أحباؤك ..
أخيه ..
هل تعلمين ..
أن المرأه ..
بعد تغسيلها وتكفينها ..
تُغطى بعباءتها ..
حتى إذا أنزلوها في القبر أرجعوا العباءه ..
هذا ما عرفته بعد أن غسلنا أمي الحبيبه وودعناها ..
فيا من ..
تلبسين العباءه المزركشه ..
ويا من تلبسين عباءة الكتف ..
ويا من تلبسين العباءه الملتصقه على الجسد التي ..
تفتن الشباب ..
وتظهر المفاتن ..
هل تقبلين أن تكون هذه العباءه من يرافقك إلى المقبره ؟؟!!..
لا تغفلي عن الموت أخيه ..
واعمري العمر بالطاعات ..
وتجنبي الفواحش والمنكرات ..
اعلمي أنَّ..
الطاعه ..
محبه ، وتوفيق من الله ..
وأنَّ المعصيه ..
خذلان ، وإبعاد ..
كان لرجل جاريه قامت من الليل تصلي ..
فأيقظته فلم يقم ..
فكررت إيقاظه فلم يقم ..
فتوضأت وأسبغت الوضوء ..
وأخذت تناجي ربها ..
فاستيقظ فبحث عنها فإذا هي ..
ساجده تناجي ربها وتقول :
بحبك لي إلا ما غفرت لي ..
تقول وهي تناجي ربها :
بحبك لي إلا ما غفرت لي ..فلما انتهت قال لها : كيف علمت أنه يحبك ؟!.
كيف علمت أنه يحبك ؟!.فقالت : لولا محبته لي ما أنامك وأقامني بين يديه ..
سمعتِ !!..
فهمتِ !!..
الطاعه ..محبة وتوفيق ..والمعصيه ..خذلان وإبعاد ..أسألك بالله العظيم ..
أما تردد هذا الحديث على مسامعك مرات ومرات ..
لكن ..
هل فهمتِ معناه !!..
وهل عملتِ على أن تنجي من الوعد والوعيد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث !!..
قال صلى الله عليه وسلم :
( صنفان من أهل النار لم أرهما ..
ثم قال :
ونساء ..
كاسيات ..
عاريات ..
مائلات ..
مميلات ..
رؤسهنَّ كأسنمة البُخت المائله ..
لا يدخلنَ الجنه ..
ولايجدن ريحها )..
اسمعي ..
بارك الله فيكِ ..
( لا يدخلنَ الجنه ولا يجدنَ ريحها .. وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم ..
وفي روايه :
( العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات ) ..
أسمعتِ !!..
هل استشعرت ..
عظيم الأمر والخطر ..
لا يدخلنَ الجنه ..ولا حتى يجدنَ ريحها ..وعيد ..
تهتز لهوله الأبدان ..
ثم في قوله :
(العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات ) ..والله ..
إنها لدعوة ..
تخشاها العقول ..
قبل القلوب ...
هذا عن الوعيد ..
فكيف أنت بمن تُوعدن به ؟!..
كاسيات ..
عاريات ..
أما رأيتهنَّ ..
في الأسواق والمجمعات ..
لبسنَ عباءات على آخر الصرعات والموديلات ..
علقن العباءات على الأكتاف ..
فبدت ..
الصدور بارزه ..
والجسوم مخصره ..
وغطاء وجه يشكو إلى الله استغناء صاحبته عنه ..
ما درت أنَّ ..
الحجاب والعباءه ..
ليسا للزينه ..
إنما لستر الزينه وإخفائها ..
أسألكِ بالله ..
أهذه العباءات الفاضحه ..
تليق بحفيدات عائشه وفاطمه !!..
إذا خوطبت :
قالت : أنا بالنفس واثقه
قلت:ضدان يا أختاه ما اجتمعا
والله ما أزرى بأمتنا
حريتي دون الهوى سدّ
دين الهدى ،والفسق والصدّ
إلا ازدواج ما له حدّ