أحوال الغارقات
نعم أخيه ..
إننا نوجه في هذه الليله حديثاً ..
من القلب إلى القلب ..
إلى فتيات الإسلام ..
نوجه حديثاً ..
إلى فتيات الإسلام ..
اللاتي حدنَ عن الطريق ..
وتناسين أنهنَّ حفيدات خديجه وعائشه وسميه ..
علهنَّ يراجعنَ الحسابات ..
ونوجه حديثاً ..
للصادقات ..
حتى يكون سبباً لهنَّ على الثبات ..
أخيه ..
من طلب شيئاً بحث عنه ..
وسعى لتحصيله ..
وكلنا يبحث عن السعاده ..
كلنا يبحث عن السعاده والأمان..
اللذان يملآن القلب راحة واطمئنان ..
تقول إحدى الباحثات عن السعاده ..
لقد بحثت عنها في كل شيء فما وجدتها !!..
ألبس أفخر الملابس ..
ألبس أفخر الملابس وأفخمها ..
طفت العالم مع أهلي ..
تنقلنا من شاطئ إلى شاطئ ..
فما زادني ذلك إلا همَّاً وضيقاً ..
ظننتها في موسيقا وألحان ..
فاشتريت أغلب الألبومات عربيه وغربيه ..
قضيت في سماعها ساعات ، أرقص على أنغامها ..
فما ازددت إلاَّ بعداً وضياعاً ..
ظننتها – أي السعاده – في مشاهدة مسلسلات وأفلام ..
فتنقلت بين الفضائيات على أطباق ومسلسلات أبحث عن الضحك والفرفشه ..
نعم ضحكت ..
لكنني في نفس الوقت كنت أنزف دماً وأتألم في أعماقي ..
فلا زال هناك شيء مفقود ..
مع الوقت زادت الجراح وحاصرتنيَ الهموم ..
واستشرت صويحباتي فقلن لي :
إن السعاده في الارتباط بشاب وسيم ..
يبادلك الحب والغرام ..
ويبثك عبارات العشق والهيام ..
ويتغزل بمحاسنك عبر الهاتف ..
فأعطوني الأرقام ..
وسلكت هذا الطريق ..
وأخذت أتنقل من شاب إلى آخر ..
بحثاً عن السعاده الحقيقيه ..
فما وجدتها ..
بل بالعكس ..
لقد تنازلت عن كثير ..
تنازلت عن ..
عرضي ..
وكرامتي ..
وحيائي ..
وقبل هذا ديني ..
الذي كان في وادي وأنا في واد ..
لقد هربت من الجحيم إلى جحيم أبشع وأفظع ..
تقول : أريدكم أن تعرفوا عني ..
وعن كثير من الغارقات أمثالي ..
إننا ضحايا ..
ولسنا بمجرمات ..
نحن تائهات ..
وحائرات ..
أنا لا أقول ذلك دفاعاً عن نفسي ..
وعن الغارقات ..
إنما اقول ذلك ..
حتى إذا رأيتموهنّ ..
فارحموهنّ ..
وأشفقو عليهنّ ..
وادعو لهنَّ بالهدايه ..
فإنهنَّ غارقات ..
أيتها الغاليه ..
سأسوق إليك في هذه الليله ..
أخباراً ..
ومآسي ..
ومبشرات ..
نظمتها كما يلي ..
خمس مآسي بين كل مأساة وأخرى وقفه ..
المأساه الأولى : خزي وعار ..
ثم وقفه : لرجال الهيئه ..
المأساه الثانيه : مسلمات لكنهنَّ كافرات ..
ثم وقفه بعنوان : نجاة غارقه ..
المأساه الثالثه : يا ويلها هتكت عرض أهلها ..
ثم وقفه بعنوان : الثمن الجنه ..
المأساة الرابعه : ألعوبه في يد الشباب بل قولي الذئاب ..
ثم وقفه بعنوان :رساله إليك ..
المأساه الخامسه : بدون عنوان فلقد احترت في اختيار عنوان لها ..
ثم وقفه بعنوان : متفائلون بإذن الله ..
ثم الخبر الأخير : الخير باق في هذه ، وطريق السعاده ..
فهيا ننطلق ..
مآسي وآهات ..إليك بعضاً منها ..
ووالله الذي لا إله إلا هو إنها حقائق لا كذب ولا افتراءات ..
المأساه الأولى بعنوان :خزي وعار ..هربت من المدرسه لأنها على موعد مع أحد الغارقين ..
فلما ركبت سيارته وانطلقا حصل لهما حادث ..
فجاء رجال المرور وطلبوا منه الانتظار حتى ينهوا إجراءات الحادث ..
فاتصل هذا الشاب بزميل له حتى يأتي ويأخذ الفتاه ..
ويوصلها إلى الشقه المعروفه عندهم حتى ينتهي من إجراءات الحادث ثم يخلو هو و إياها قبل إرجاعها إلى المدرسه ..
جاء الشاب وليته لم يأتي ..
ركبت معه ..
فلما التفتت إليه فإذا هو ..
أخوها ..
خزي وعار ..
لا عجب ..
هي غارقه ..
وهو من الغارقين ..
لكم تطاول هو على أعراض الناس والآخرين ..
وكما تدين تدان ..
والله إنها حقائق لا كذب ولا افتراءات ..
وقفه :مع رجال الهيئه ..طلبت من الشباب الذين يعلمون في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكتبوا لي بعضاً من القصص والمواقف التي مرت بهم من أحوال الفتيات ..
بكى بعضهم حزناً وألماً على واقع بنات المسلمين ..
وإلى أي درجه من الضياع وصلنَ إليه ..
بل أصبحنَ ..
يتطاولن على الدين وأهله ..
ما درت أنَّ هؤلاء يريدون حفظ عرضها وشرفها ..
كتب لي أحدهم : كنا نعمل في المكتب الذي يتبع كلية البنات ..
كنا نلاحظ ونراقب الجهه المقابله للكليه ..
ونتابع الطالبات اللاتي يحضرن من داخل الحي ..
لأنَّ اللاتي يخرجن مع الشباب ينزلنَ هناك ثم يأتين مشياً إلى الكليه ..
مره من المرات ..
وجدت زميلي يتحدث مع طالبه ويسألها : من أين أتيت ؟!
أخذت تحلف ، وتقسم بالله ..
إنها جاءت من الكليه ، وليس من الحي ..
فقلت لزميلي : أمتأكد انت أنها جاءت من الحي ؟!..
قال : متأكد كما أنك أمامي ..
قال : حولها إلى المركز وأكمل الإجراءات والتعليمات ..
قال : لقد حلفت وأقسمت ، وسأتركها من أجل ذلك والله يتولى أمرنا وأمرها ..
ومن { يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ } ..
ونحن أصلاً ..
لا نريد منها شيئاً ..
إلا ..
المحافظه على سمعتها وشرفها من الذئاب ..
ذهبت الطالبه إلى طالبات يجلسن أمام محلات تجاريه مقابل الكليه ..
وأخذت تقول لهنَّ بأنها ألجمتنا وأسكتتنا ..
وأننا ابتلينا عليها واتهمناها ظلماً وبهتاناً ..
وأخذت تحرض الطالبات علينا ..
وعلى عدم السكوت لنا ..
وعلى عدم مهابتنا ..
لما وصلنا إلى الرصيف الآخر أنا وصاحبي ..
إذا بصوت فرامل سياره خلفنا ..
التفتنا ..
فإذا بهذه الطالبه ملقاه على الأرض ..
قد صدمتها السياره وهي تحاول أن تقطع الطريق ..
لا أقول لكم أنها ماتت فأنا لا أعلم ..
ولكنها أصيبت إصابات خطيره ..
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } ..
المأساة الثانيه : مسلمات لكنهنَّ كافرات ..تقول لي قريبه لي تعمل معلمه في إحدى الثانويات ..
خرجت من غرفه المُدّرسات يوماً ..
فإذا بطالبتين يتبادلن الحديث قريباً من الغرفه ..
وكان الوقت وقت صلاة الظهر ..
قالت الأولى للثانيه :
لماذا لا تصلين معنا في مصلى المدرسه ؟..
قالت الثانيه :
أنا لا أصلي حتى في البيت ..
قالت :
أنا لا أصلي حتى في البيت ..
وأزيدك من الشعر بيتاً ..
أهلي كذلك لا يصلون ..
أهلي كذلك لا يصلون ..لا إله إلا الله ..
بكل صراحه ، ووقاحه ، وقلة حياء ، تقول :
أنا لا أصلي ..
اسألكِ بالله العظيم ..
ما الفرق بينها ، وبين الكافرات ؟؟!!..
صدق الله في علاه حين قال { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } ..
قال ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه :
معنى أضاعوها :
يعني ما تركوها بالكليه ..
ولكنهم أخروها عن أوقاتها ..
نعم ..
رعاك الله ..
تهاون ، وتكاسل ..
لا تصلي الظهر حتى يأتي العصر ..
ولا تصلي العصر إلى المغرب ..
ولا تصلي المغرب إلى العشاء ..
ولا تصلي العشاء إلى الفجر ..
ولا تصلي الفجر إلى طلوع الشمس ..
هكذا ..
حال الغارقات ..
فمن ماتت أخيه ..
وهي على هذه الحال ..
فقد توعدها الله ..
بغيّ : واد في جهنم ..
بعيد قعره ..
شديد حره ..
لو سُيّرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره ..
فهل تقوين على هذا ؟؟!!..
أما سمعت تلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاه فمن تركها فقد كفر ) ..
فكم هنَّ ..
الكافرات من الغارقات ..
ولو سُئلن عن أسمائهنَّ لقلن ..
خديجه وعائشه ..
وكذبن والله ..
وكذبن والله ..فإنهنَّ غارقات ..
روى الذهبي في كتابه الكبائر عن بعض السلف :
أنه دفن أختاً له ماتت ..
فسقط منه كيس من ماله في القبر ..
فلم يشعر بذلك ..
ثم ذكره ..
فرجع إلى القبر ينبشه بحثاً عن الكيس ..
فوجد القبر يشتعل ناراً ..
فردَّ التراب ..
ورجع إلى أمه باكياً حزيناً ..
قال : أماه أخبريني عن أختي ، وما كانت تعمل ؟!.
قالت : وما سؤالك عنها ؟!..
قال : يا أماه رأيت قبرها يشتعل عليها ناراً !!..
رأيت قبرها يشتعل عليها ناراً !!..فبكت أمه وقالت : يا ولدي أختك كانت ..
تتهاون في الصلاه ..
وتؤخرها عن وقتها ..
سمعتِ أمةَ الله ..
هذا حال ..
من تؤخر الصلاه عن وقتها ..
فكيف سيكون حال تلك التي تقول :
أنا لا أصلي ..
وأهلي أيضاً لا يصلون ..
قال الله عنهم : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } – يعني يوم القيامه – { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ ، فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } ..
والله ..
إنك لن تتقربي إلى الله بقربه بعد توحيده ..
أعظم من الصلوات ..
فصلي بارك الله فيكِ .
صلي رعاكِ الله ..
قبل أن لا يُصلى عليك ..
فتاركة الصلاه ..
لا يُصلى عليها ..
ولا تُغسل ..
ولا تُكفّن ..
ولا تُحمل على الرقاب ..
بل ..
تجر على وجهها ..
تُحفر لها حفره في الصحراء ..
تُكبُّ فيها على وجهها ..
لا يُدعى لها ..
ولا يُسغفر لها ..
{ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ..
فهل ترضين بهذا ؟؟!!..
سأترك الجواب لك ..
{ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ..