الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : دعوه ، فإنه رجل أبتر لا عقب له ، فإذا هلك انقطع ذكره . فأنزل الله سورة الكوثر.
قال الله تعالى{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}
أي إن مبغضك و عدوك ومنتقصك - يا محمد - ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين ، هو الأبتر الأقل الأذل مقطوع الذكر ،مقطوع من كل خير.
وتلك صفة كل من أبغضه من الناس ، وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه .
وأما محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفْع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع
فقد أبقى الله ذكره على رءوس الأشهاد ، وذكره مرفوع على المآذن والمنابر ، ومسرود على لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر .
وأوجب الله شرعه مستمرا على دوام الآباد ، إلى يوم الحشر والمعاد .
صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم التناد
وله في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف صلى الله عليه وسلم.
وصدق الله حين قال لرسوله - صلى الله عليه وسلم
( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) [الشرح: 4].
وصلى الله وسلم وزاد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول بتصرف من
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط
تفسير البغوي
إن شانئك هو الأبتر
سورة الكوثر-الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
اللؤلؤ والجوهر المستخرج من سورة الكوثر-د. نايف بن أحمد الحمد