البيان الثلاثون لمجلس شورى العلماء
======================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،،
إنه في يوم الأربعاء 15 من جمادى الأولى 1434 هجريًا الموافق 27 مارس 2013 م
اجتمع مجلس شورى العلماء وقرر الآتي:
أولًا:
يظهر لكل ذي عينين ولمن فقه في دين الله تعالى مخالفات المذهب الشيعي لكثير من القضايا العقدية والمنهجية والسلوكية، وعلى سبيل المثال الطعن في الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم، وسَبِّهم وكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتبرؤ منهم، وما ذُكر عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عليها من سبٍ وقذفٍ وطعنٍ ليس منا ببعيد، إلى جانب الغلو في آل البيت وسائر أئمة الشيعة، وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة استهدافهم لمصر لنشر التشيع فيها باعتبارها مركز ثقل وتأثير للعالم العربي والإسلامي، وعليه فَنُوجه المسلمين إذا وجدوا أي نشاط شيعي فليتمسكوا أولًا بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويعَضوا عليها بالنواجذ بعيدًا عن أقوال الرجال وأهوائهم، وثانيًا فليبلغوا المجلس بأي نشاط مخالف لعقيدة وعمل أهل السنة والجماعة وذلك ليتصدى لهم المجلس ومعه الجهات المسؤولة.
ثانيًا:
إن أمة الإسلام ارتبطت خيريتها بالتمسك بالحق والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا الواجب يقع أصالةً على الدعاة وطلبة العلم، فعليهم القيام بذلك بالسبل الشرعية التي حددها القرآن والسنة من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وهذا يستلزم كف اللسان عن الطعن في أهل العلم المنتسبين إلى السنة، وصيانة أعراضهم، ونصيحة المخالف بما يتلاءم وحاله.
ثالثًا:
يتابع مجلس شورى العلماء ما يحدث على الساحة المصرية الآن من وسائل غير مشروعة أدت إلى وقوع أنواع متعددة من المفاسد أُزهقت فيها الأرواح، ودُمرت فيها ممتلكات من أبنية وسيارات، وهذا يُنذر بخطر على المجتمع المصري بأسره، وينعكس سلبًا على الأمن والاقتصاد، ومخاطر أخرى كبيرة، وقد يُنذر بما هو أخطر من ذلك، وعليه فيحُث المجلس كل صاحب عقل ودين أن ينظر في المصلحة العامة قبل الخاصة، وفي سبيل البلاد وأمنها قبل أن ينظر فيما يهواه شخصه، وأن يحرص على بناء الوطن وتنميته بالوقوف صفًا واحدًا والانصراف للعمل والانتاج والتعاون على البر والتقوى.
رابعًا:
لا يخفى على أحد أهمية الإعلام في توجيه الرأي العام وتأثيره سلبًا وإيجابًا، وكما هو معلوم من ضروريات الدين والفطرة أن الكلمة أمانة، وقد دعا الإسلام إلى الصدق وحث عليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)، والمجلس إذ يطالب الإعلاميين جميعًا بتقوى الله تعالى وتحري الصدق بالأقوال والأفعال، ونشر الحسن دون القبيح، والالتزام بالآداب المرئية في شريعة الله حتى لا يتحملوا إثم الهالكين.
خامسًا:
يُثمِّن المجلس موقف الضباط الملتحين في حرصهم على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرًا، ومن خلال عملهم الميداني، ويحثهم على مزيد من الصبر والمطالبة بالحق المشروع لهم والحريات المكفولة لغيرهم، فلا يضيع حق وراءه مطالب، والمجلس معهم بعد الله تعالى يطالب بحقوقهم وحرياتهم كغيرهم من أصحاب الحقوق والحريات، ويحث المسؤولين على إعطائهم حقوقهم التي أقرها القضاء، خاصةً وأن المسؤولين نوهوا كثيرًا باحترام أحكام الشرع والقضاء.
سادسًا:
يتوجه مجلس شورى العلماء إلى الله تعالى بأن يعين ويوفق رئيس الجمهورية على أداء مهمته الثقيلة لينال كل فرد في هذه البلاد حقه، وندعو عموم المصريين إلى مساندته والطاعة له فيما لا يغضب الله عز وجل.
سابعًا:
الواجب على الأمم أفرادًا وجماعاتٍ إذا وقع بهم شيء من البأساء والضراء أن يتضرعوا إلى الله الذي لا يكشف السوء والضر إلا هو امتثالًا لقوله تعالى (فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)، (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ)، ونذكِّر الجميع بِلُزوم التوبة والاستغفار ليستمدوا الرحمة من الله الذي قال جل جلاله (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) وقال أيضا جل جلاله (لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون).
نسأل الله أن يُسلِّم مصر من كل مكروه وسوء وسائر بلاد المسلمين وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.