ناصر العنبري عضو جديد
عدد الرسائل : 5 العمر : 54 تاريخ التسجيل : 03/08/2010
| موضوع: النووي وبن حجر من اهل البدع راعي غنم اعلم من علماء الازهر (هذا قولنا ) يؤكده كمال الحيدري السبت أغسطس 28, 2010 1:53 pm | |
| ذكرنا في الحلقة السابقة أن ابن تيمية ومن يتبعه في خطه العقدي والفكري ومن يقلده في هذا المجال حاولوا أن يتهموا كل من لم يؤمن بمبانيهم العقدية في التوحيد أنهم من المبتدعة، يعني هم أسسوا أساساً في توحيد الصفات والأسماء وهذا التوحيد لا أقل أن عدد كبير من علماء المسلمين قالوا أن هذا التوجيه وأن هذا البناء وأن هذا التصوير وأن هذه القراءة إذا أردنا أن نتكلم بلغة عصرية أن هذه القراءة والتوجيه والتفسير لروايات الأسماء والصفات لا تؤدي إلا إلى التجسيم والتشبيه قالوا لا محيص عن ذلك. ولكن مع الأسف الشديد أن ابن تيمية ومن هو على شاكلته من أتباعه وأتباع محمد بن عبد الوهاب حاولوا أن يقولوا أولاً أن هذه هي نظرية أهل السنة والجماعة وثانياً اتهموا الآخرين أنهم أهل البدعة كما قرأنا بل أنهم كفار بل أنهم مرتدون عن الإسلام كما قرأنا عباراتهم فيما سبق. وهنا لابد أن أبين هذه الحقيقة، هذه التهمة لم يوجهوها إلى الأشاعرة فقط بل شملوا بها الأشاعرة والماتردية والمعتزلة والصوفية وكل من لم يقبل نظريتهم سمي عندهم من أهل البدعة وأنهم كفار وأنه مرتدون. والقضية الخطيرة أن حتى بعض من هم يعدون مقتربين ويقتربون بشكل كبير من أفكار ابن تيمية ومبانيه العقدية لأنه لم يوافق ابن تيمية وخطه الفكري في توحيد الأسماء والصفات أيضاً قالوا أنه ليس من أهل السنة والجماعة، من أتباعهم، مرة يتهمون الأشاعرة نقول بأن الاشاعرة مدرسة أخرى، ومرة لا، أولئك الذين اقتربوا بشكل كبير من مباني ابن تيمية . وأننا ذكرنا في المطارحات في أبحاث سابقة أن ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري في شرح البخاري هذا الرجل قريب جداً من مباني ابن تيمية، ولكن لأن العسقلاني لم يوافق ابن تيمية أو أتباع ابن تيمية في بعض الصفات والأسماء أيضاً اتهم بأنه من أهل البدعة وبأنه خرج عن السنة والجماعة. ماذا قال؟ على سبيل المثال وإلا الموارد كثيرة وهو في كتاب (التنبيه على المخالفات العقدية في فتح الباري، ج3، ص584) كتبه علي بن عبد العزيز بن علي الشبل، طبعة دار السلام في الرياض، هذه الحواشي كلها موجودة هنا، فلذا من يوجد عنده فتح الباري شرح صحيح البخاري طبعة دار السلام، كل الذي هنا موجود موجود في حواشي هذا الكتاب، ولهذا يقول: طبعة جديدة منقحة ومقابلة على طبعة بولاق والطبعة الأنصارية والطبعة السلفية التي عنى بإخراجها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وقام بإكمال التعليقات بتكليف وإشراف من سماحته تلميذه علي بن عبد العزيز الشبل صاحب هذا الكتاب، إذن كل الحواشي الموجودة في هذا الكتاب جمعت وصارت هذا الكتاب، ورقم كتبها وأبوابها وأحاديثها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، مثلاً ماذا يقول الذي هؤلاء يتهمونه بمثل هذه الاتهامات، يقول: (حديث عمر هذا يرد على من قال أن الحجر يمين الله في الأرض يصافح به عباده ومعاذ الله أن يكون لله جارحة) يعني حتى لو كان له يد لابد أن نفهم اليد بالنحو الذي ينسجم مع كماله، لا أن تكون جارحة (ومعاذ الله أن يكون لله جارحة) ويعلق عليه تلميذ ابن باز ووافقه ابن باز (نفي الجارحة عن الله من النفي المجمل الذي لم يرد به دليل شرعي) يعني ليس من حقك أن تنفي، لماذا؟ يقول (والاستفصال فيه) يعني التفصيل (إن كان المراد بالجارحة كما للمخلوق نعم، وإن كان المراد بنفي الجارحة نفي اليد عن الله فكلام باطل) الله له يد حقيقة. إذا كان الأمر كذلك لهذا السبب قيل عنه أنه خرج عن السنة والجماعة، مثلاً في مسألة التبرك بقبور الصالحين خالف فيها ابن تيمية، إذن كل هذه جمعوها فصار خارجاً عن السنة والجماعة. هذا هو النهج الذي يسير عليه ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومقلدي ابن تيمية، يعني المدرسة السلفية المحدثة يعني أتباع محمد بن عبد الوهاب، هؤلاء الآن من يخالفهم في شيء يخرج عن السنة والجماعة ويكون مرتداً وكافراً وأهل بدعة وأهل شرك، كما قرأنا فيما سبق. ولهذا أنتم تجدون لمثل هذه الأمور التي اختلف فيها ابن حجر العسقلاني مع ابن تيمية انظروا ما هي الاستفتاءات التي استفتي بها أمثال ابن باز : (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، ج28، ص47) ابن باز، جمع وترتيب وإشراف الدكتور محمد بن سعد الشويعر، دار أصداء المجتمع، لمثل هذه الأمور التي خالف فيها ابن تيمية انظروا إلى : (السؤال الرابع: سائل يقول هناك من يحذر من كتب الإمام النووي وابن حجر ويقول إنهما ليسا من أهل السنة والجماعة فما الصحيح في ذلك؟) لماذا صارا ليسا من أهل السنة والجماعة لأنهما خالفا في توحيد الأسماء والصفات يعني في التشبيه والتجسيم فخرجوا من أهل السنة والجماعة. يقول في الجواب (لهم أشياء غلطوا فيها في الصفات ابن حجر والنووي وجماعة آخرون لهم أشياء غلطوا فيها ليسوا فيها من أهل السنة وهم من أهل السنة فيما سلموا فيه ولم يحرفوه هم وأمثالهم ممن غلط) إذن إذا وافقتني فأنت من أهل السنة وإن خالفتني فأنت من أهل البدعة والشرك والكفر وإن كنت ابن حجر، فضلاً عن أتباع مدرسة أهل البيت، هؤلاء من الأصل ليس لهم دين بل لهم دين آخر. أنا اريد أن أبين النهج الذي يحكم فكر هؤلاء السلفية المحدثين والقدامى منهم. في كتاب (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة، ص200) من إجابات معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان عبد الله الفوزان، جمع وتعليق وتخريج جمال بن فريحان الحارثي، طبعة جديدة، دار المنهاج، الطبعة الثالثة سنة 1424هـ، في المملكة العربية السعودية، طبعاً هنا السؤال يتوسع لا يختص بابن حجر وإنما مجموعة من علماء الإسلام يكونون خارجين عن أهل السنة والجماعة. (بعض الناس يبدع بعض الأئمة) يعني يجعلهم من أهل البدع (يبدع بعض الأئمة كابن حجر والنووي وابن حزم والشوكاني والبيهقي فهل قولهم هذا صحيح؟) أن هؤلاء أهل بدعة. الجواب يقول بأنه هؤلاء كانوا أصحاب علم كثير ولا ينبغي أن كذا، يحاول أن لا يجيب ولكنه في التعليقة التي هي لجمال بن فريحان الحارثي جاء الجواب صريحاً، يقول: (لقد نبتت نابتة تدعي السلفية ... فأصبح همهم التنقيب عن هفوات الأئمة الكبار ... نعم، لقد وقع ابن حجر والنووي في بعض أخطاء الأشعرية ونبه على ذلك العلماء وتعليقات الإمام ابن باز على فتح الباري معروفة مشهورة ولكن لا نجعل من هذه الأخطاء مجالاً للتشهير بهم وابتداء المجالس بذمهم) إذن تبين أن بعض السلفية كانوا يبدأون المجالس بذم أهل البدعة أمثال ابن حجر والنووي وابن حزم والشوكاني والبيهقي لأنهم لم يتفقوا مع ابن تيمية في مسألة الصفات. قال: (مع أنهم لم يكن ديدنهم البدعة بل أنهم نصروا السنة وحققوا ... ومع هذا فإننا نقول وسبق أن قلنا إن الخطأ والمخالفة لا يسكت عنها بل تبين حسب مقتضى الحال والمقام) ثم يذكر جملة بودي أن يلتفت إليها القارئ الكريم، هل يترحم على هؤلاء الذين هم أهل البدعة ولو بقدر الأسماء والصفات؟ يقول: (ومع هذا فإن الترحم على أهل البدع جائز) يعني الترحم على هؤلاء جائز وإن كانوا من أهل البدع. (ما داموا في دائرة الإسلام ولا دليل على المنع) عندما تصل القضية إلى ابن حجر يقول حتى لو كان من أهل البدع يترحم عليه، وأما عندما تصل القضية إلى أتباع أهل البيت بمجرد أن يتهموا بأهل البدع فلا يترحم عليهم بل يتهمون بكل شيء. أنا أقرأ من أحد كبار علمائهم. ويا ليت أن القضية وقفت عند هذا الحد، الجميع يعلم أن العلامة شعيب الأرنؤوط من كبار علماء السلفية المحدثين، ولكن في مسألة الصفات في بعض الموارد لم يتفق مع ابن تيمية وأتباع ابن تيمية وإنما وافق الإمام النووي لا أنه خالف، بل وافق الإمام النووي، أيضاً أتهم بألف اتهام من هؤلاء السلفية، (استدراك وتعقيب على الشيخ شعيب الأرنؤوط في تأويله بعض أحاديث الصفات) بقلم خالد بن عبد الرحمن بن عمد الشايع، قرأه وعلق عليه سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، يقول في مقدمة هذا الكتاب عنه في (ص9): (إن الشيخ شعيب الأرنؤوط قد قرر في بعض تعليقاته عقيدة الأشاعرة في باب الأسماء والصفات وبهذا خرج ...) كما في مضمون كلامه عن أهل السنة والجماعة (إنني في هذه الرسالة لم أرد الاستقصاء بذكر جميع تلك الأخطاء) يعني ما ذكرناه هنا وأنت عندما تتابع هذا الكتاب تجد أنه لم يفعل شيئاً إلا أنه خالف ابن تيمية في بعض موارد الصفات. ويا ليت أن القضية وقفت عند هذا الحد، نجد أن العلامة الألباني الذي هو من السلفية المحدثة، أنا واقعاً هنا لا أعلم ماذا أعلق على هذا الكلام الذي سأقرأه لكم.....
أيها العلامة الألباني، يا علماء السلفية المحدثين، يا أتباع ابن تيمية، يا أتباع محمد بن عبد الوهاب إن كنتم تقبلون أن تسموا بأتباعه، افترضوا أنكم وصلتم إلى نظرية في الأسماء والصفات وأن علماء آخرين من كبار علماء المسلمين وصلوا إلى نظرية أخرى لماذا الاتهام بالتبديع وأنهم أهل البدعة، لماذا الاتهام بالكفر والردة عن الإسلام،
وماذا فعل الألباني: الألباني يقول إن راعية غنم في صدر الإسلام تعرف التوحيد وكبار شيوخ الأزهر لا يعرفون ذلك.
قد يقول قائل: واقعاً أن الألباني هكذا يتعامل مع كبار علماء الأزهر، هنا قبل أن أقرأ العبارة هنا يتضح أن المدرسة السلفية ومدرسة ابن تيمية وأن الاتجاه الذي يسير عليه ابن تيمية ليس هو اتجاه أهل السنة والجماعة، وإلا هل يوجد شك أن مدرسة الأزهر وعلماء الأزهر واقعاً هم من أهل السنة والجماعة، لا يوجد شك في ذلك، ومن يمثل أهل السنة والجماعة غير كبار علماء الأزهر، الذين لهم ذلك التأريخ الطويل وتلك الزعامة والريادة للعالم الإسلامي والجميع يعلم مواقفهم وآرائهم وعلمهم وفضلهم، ولكن عند العلامة الألباني راعية غنم في صدر الإسلام أعلم من علماء الأزهر. لا يعرفون التوحيد. يا ريت لا تعلم أمور ليست مهمة وإنما لا تعلم أصل التوحيد. وهؤلاء لا يعرفون. أين قال هذا الكلام؟ (سلسلة قضايا عقدية، التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام، ص22) للعلامة محمد ناصر الدين الألباني، دار الفضيلة، دار الهدي النبوي، المطبوع سنة 1420هـ، الطبعة الأولى، قال: (ويقرب هذا حديث الجارية وهي راعية غنم وهو مشهور معروف وإنما أذكر الشاهد من الحديث حينما سألها رسول الله أين الله، قالت له: في السماء. لو سألت اليوم كبار شيوخ الأزهر مثلاً أين الله لقالوا لك في كل مكان) هذه هي الحلولية التي حكم عليها الشيخ ابن باز وغيره في اللجنة الدائم أن هذا هو الكفر والارتداد، المتابع الكريم يتذكر في (فتاوى اللجنة الدائمة، ج3) قالوا ماذا تقولون في هذا المجال وهو أنه (كيف الرد على القائلين بأن الله في كل مكان وما هو حكم قائلها) وهو ما يقوله علماء الأزهر (من اعتقد أن الله في كل مكان فهو من الحلولية فإن انقاد لما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإلا فهو كافر مرتد عن الإسلام) إذن كل كبار علماء الأزهر بحسب هذا المبنى مرتدون كفار، هذه فتواهم، قد يقول لي قائل: هؤلاء عندما قالوا لم يكونوا ملتفتين. ولكن هذه إذا جمعناها إلى تلك. قال: (من اعتقد أن الله في كل مكان فهو من الحلولية فإن انقاد لما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإلا فهو كافر مرتد عن الإسلام) الآن ارجع إلى العبارة مرة أخرى يقول (لو سألت اليوم كبار شيوخ الأزهر مثلاً أين الله لقالوا لك في كل مكان) إذن كبار علماء الأزهر يكونون من الحلولية وإذا كانوا من الحلولية فهم أهل البدعة وهم أهل الكفر وأهل الارتداد. هذا نظر الألباني. (بينما الجارية أجابت بأنه في السماء) إذن الجارية أعلم من كبار علماء الأزهر في هذا المجال في التوحيد، في أصل الدين راعية غنم أعلم من علماء الأزهر، أيها المسلمون الذين تتبعون الأزهر الشريف وقيادة وريادة وزعامة الأزهر، وواقعاً أن لهم قيمة خاصة وريادة خاصة ومواقف عظيمة في التأريخ من يتبعهم فقد اتبع الحلولية، من يتبعهم فقد اتبع من لا يعرف أصل التوحيد. إن قلتم: لا، ليس كذلك. إذن لماذا توزعون هذه الكتب بين المسلمين، إن قلتم لا نؤمن بهذا الكلام فلماذا تطبعون وتوزعون هذه الكتب بين المسلمين. يقول: (بينما الجارية أجابت بأنه في السماء وأقرها النبي صلى الله عليه وآله) هذه فائدة تأريخية مفيدة، يعتقد العلامة الألباني أن تلك الجارية في زمان رسول الله كانت سلفية وأن عصر النبي كان عصر السلفية، (لأنها أجابت على الفطرة وكانت تعيش بما يمكن نسميه بتعبيرنا العصري بالسلفية لم تتلوث بأي بيئة سيئة لأنها تخرجت كما يقولون من مدرسة الرسول هذه المدرسة ...). هذه هو عقيدة هؤلاء القوم، أنه من خالفهم في أي مفردة عقدية فيكون من أهل البدعة ومن أهل الكفر ومن أهل الارتداد. | |
|