إرضاع الكبير

الرد على من استدل بحديث سالم لارضاع الموضفة زميلها في العمل الشيخ عبد الحميد الجهني ا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد فقد وجدت أخطاء في تفريغي لكلام الشيخ الجهني من الشريط فقمت بأصلاحها و أدعوا المشرفيين بارك الله فيهم لحذف الأول و ابقاء هذا و آمل أن لا يوجد في هذا أخطاء لأني راجعته كثيرا .
سأل الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله فأجاب:

يقول هنا يريد تفصيلا في مسألة رضاع الكبير يعني هو هل يؤثر أو لا يؤثر؟ أولا هذه مسألة تحتاج الى تفصيل و كلام وبحث في الأحاديث و لكن يعني باختصار يقول الله سبحانه و تعالى{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}: الرضاعة تتم في حولين و قد جاءت الأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم تؤيد هذا في أن الرضاعة بعد الحولين ليس بمؤثر كقوله عليه الصلاة و السلام{ان الرضاعة من المجاعة}يعني الرضاعة المؤثرة المحرمة شرعا هي التي تكون في فترة الغذاء من المجاعة الفترة التي يتغذى فيها الطفل على لبن أمه و هذه تكون في الحولين. و قوله عليه الصلاة و السلام أيضا { انما الرضاعة ما أنبت اللحم و أنشز العضم}و معلوم أن الرضاعة التي تنبت اللحم و تنشز العظم هي التي تكون أثناء الصغر في الحولين أما الكبير فانه ما ينبت لحمه و لا ينشز عظمه بهذا اللبن وهذا الذي عليه أهل العلم أن رضاع الكبير ليس بمؤثر و لا يترتب عليه شيء و يبقى الجواب على حديث سالم مولى أبي حذيفة: سالم مولى أبي حذيفة تعرفون قصته الحديث في صحيح مسلم أن سالما كان مولا لأبي حذيفة و كبر سالم حتى جاء في بعض الأحاديث أنه نبتت لحيته و كان يدخل على زوجة أبي حذيفة فكان في نفس أبي حذيفة شيء، يعني من هذا أنه رجل كبير و يدخل على أهله و هم الذين قد ربوه ،كان ابنهم في الجاهلية بالتبني فلما بطل التبني في الاسلام أصبح يقال له سالم مولى أبي حذيفة فذهبت زوجة أبي حذيفة الى النبي عليه الصلاة و السلام وقالت يا رسول الله: ان سالم قد بلغ مبلغ الرجال و انه يدخل علي و أني أظن أن في نفس أبي حذيفة شيء. فقال لها عليه الصلاة و السلام {أرضعيه تحرمي عليه} فأرضعته فذهب ما في نفس أبي حذيفة ، أرضعته و هو كبير. فأخذ بعض العلماء من هذا الحديث أن ارضاع الكبير يؤثر كابن حزم و الشوكاني و جماعة و هذا قول ضعيف لأن سالما كان حالة خاصة لأن سالما رضي الله عنه كان حالة خاصة لا يقاس على غيره لأنه كان ابنا لأبي حذيفة من التبني. و الآن هل في ابن من التبني؟مافىابن من التبنىأبدا فاذا هذا الحكم خاص بسالم و لا يتعدى الى غيره. و لو كان الحكم عاما لانتشر و شاع و اشتهر في المسلمين. قال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح {اياكم و الدخول على النساء} يعني الانسان ما يدخل على الامرأة أجنبة و قال أحد الصحابة يا رسول الله أرأيت الحمو؟ يعني القريب فقال عليه الصلاة و السلام{الحمو الموت} يعني هذا أخطر شيء، القريب هذا اياك أن تظن أن القريب سهل، القريب خطير، لماذا؟ لأن الناس لا تشك فيه ، يدخل بيت قريبه بخلاف الأجنبي .فالحمو الموت. ولم يقل له على امرأتك أن ترضعه، قل لامراتك أن ترضعه فتحرم عليه و انما نهى عن الدخول علىالنساء حتى و لو كان قريبا، و لم يرشد الى الارضاع هذا. لأن الارضاع هذا سوف يحل مشاكل فعلم أن الارضاع خاص بسالم كما قلنا زوجات النبي عليه الصلاة و السلام كانت عائشة تؤخذ هذا و خالفها أمهات المؤمنين و قلن لها انما كانت هذه رخصة لسالم:{ و الله لا يدخل علينا أحد بهذا الرضاع و لا رئينا.} و هذا هو الصحيح ، ما ذهب اليه أمهات المؤمنيين عدا عائشة في هذه المسألة، هذا الصحيح أن هذا خاص بسالم مولى أبي حذيفة لا يتعدى الى غيره . حتى لو قيل ان ارضاع الكبير يؤثر فيكون في مثل حالة سالم: انسان متربي في البيت و نشأ في البيت فهو كواحد من أبناء الأسرة يعني هذه كأنها أمه هي التي ربته . أما ما نسمعه اليوم ظهر شخص و قال ان الرجل اذا كان يعمل مع امرأة في محل و احد و في مكان مغلق هو موضف و هي موضفة و هو رجل كبير و هي امرأة كذالك يعملان في مكان واحد فقال في هذه الحالة ماذا يفعل؟ قال ترضعه ثم يجوز لهما أن يغلق الباب عليهما هكذا قال و احتج بحديث سالم و هل سالم مولى أبي حذيفة كان موضفا عند امرأة أبي حذيفة ، سبحان الله العظيم،يعني فقه أعوج هذا قياس مع الفارق، الدليل في واد وكلام هذا الرجل في واد آخر يقال لهذا الآدمي الذي تشبه بالفقهاء و هو ليس منهم يقال أن هذا الرجل الذي يعمل مع هذه المرأة في مكان واحد أشبه بقوله عليه الصلاة و السلام{ الحمو الموت} جلوسه معها في مكان واحد مغلق موت هذا لأن ثالثهم الشيطان و يا سبحان الله أهذا اللبن الذي يشربه من ثدي هذه المرأة أيكون حاجزا له عن فعل الحرام ؟ياأخي الشيطان أقوى من ذالك و النفس أضعف و هذا اللبن ليس بصانع شيء و لا يحول بينه و بين الحرام. نعوذ بالله فالنفوس ضعيفة فاتقوا الله لا تفتحوا أبواب الشر على المسلمين لا تفتحوا أبواب الشر على الناس بهذه الفتوى الشاذة هذه فتوى شاذة تفتحون أبواب الشر على الناس ثم يأتي كل انسان يخلوا بامرأة و يضبط في خلوة فيقول أرضعتني و كلما ضبطنا شيطان مع شيطانة اذا به يقول شربت من لبنها كنت الآن قبل قليل أمص من ثديها. يقول هذا أم لا يقول؟ يقول هذا سبحان الله العظيم و يقول أن الشيخ الفلاني أفتانا بذالك . فهؤلاء بهذه الفتوى الشاذة يفتحون باب الشر و الفتنة على الناس، لا حول و لا قوة الا بالله، فالمقصود يا أخواني أن هذا الكلام باطل ليس بصحيح. تركوا الآية الكريمة و تركوا الأحاديث الشريفة تركوا أحاديث كثيرة في الباب تفيد أن رضاع الكبير لا يؤثر و لا يترتب عليه حكم شرعي ثم اذا بهم يتشبثون بهذا النص الذي فيه كلام و هو شبهة و هذه طريقة أهل الزيغ و العياذ بالله يتركون المحكم و يذهبون الى المتشابه { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} هذه طريقة أهل الزيغ يتركون المحكم الواضح البين كقوله عليه الصلاة و السلام {انما الرضاعة من المجاعة} بل قول الله سبحانه و تعالى :{حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} يتركون الأحاديث الواضحة البينة في الباب يطرحونها و يذهبون الى نص متشابه قد تركه العلماء و لم يؤخذوا به، ما أخذ به أحد من الأئمة المعتبرين المتبعين كأبي حنيفة مثلا أو مالك ابن أنس أو كالشافعي أو كأحمد ابن حنبل ، ما أحد أخذ بهذا. و الله ان هؤلاء يخالفون سبيل المؤمنين. و لا يقال أن ابن حزم ذهب هذا المذهب ، ابن حزم فقيه مجتهد و غلط في ذالك و ابن حزم لو عاش في عصرنا و رأى هذا الاختلاط لكان أول من ينكر هذا الاختلاط بدل أن يفتح له الأبواب و يسوغ له المسوغات يأتي بالمسوغات له.هل ابن حزم يفتي الموضفة أن ترضع الموضف ليخلوا بها؟ هل قال ابن حزم هذا أو قال الشوكاني هذا؟ و الله حاشهم أن يأتوا بهذا الباطل و انما هم تبنوا مسألة فقهية شاذة و غلطوا فيها، خطأوا فيها و انتهى.

لطول الموضوع وعد إتساعه يكمل بهذا الرابط

http://www.salafmisr.com/vb/showthread.php?t=477
.
ولسماع المادة الصوتيةhttp://abumalik.net/voice/details.php?linkid=782